شذرات من الجمعة :
خطيب اليوم اختار الحديث عن تربية الأبناء،و ما يليها من عواقب وخيمة إن فرط الوالدان في ذلك. لعل أهم أوجه التقصير تتجلى في الابتعاد عن الأبناء و إيكال مهمة مراقبتهم لشخص اخر،كما تفعل بعض العائلات بوضع فلذات أكبادها في "الحضانة" ،متخذة ذريعة أن الأب و الأم مشغولان بالعمل. و الأصل في الأمر أن تجالس المرأة أولادها و تربيهم،فهذا أوجب،لأنها نصف المجتمع،و لا تكتمل فيها صفة المجتمع كله إلا بإكمال دورها،فإذا لم تكن هناك حاجة قصوى للعمل،فلا داعي لذلك،لأن تربية الأبناء أولى و أحق. انهماك الأب في العمل لا يملصه من المسؤولية أيضا،فقبل طلب بر النجل،وجب بره أولا،و هذا يبدأ باختيار الزوجة الصالحة التي ستكون له أما،و من ثم تعليمه الأخلاق الإسلامية و مرافقته للمسجد و تقديم النصح له حتى تكون شخصيته قوية كفاية لمواجهة موجة التغريب. عندما لاحظ الغرب أن القتال لا ينفع لمحاربة الدين الإسلامي،انتقلوا لتسميم عقول شباب الأمة،و جرفهم بعيدا عن مبادئ الإسلام و قيمه،و تحقق لهم ذلك بشن غزو ثقافي لا يزال مستمرا،فروجوا لنا الفحش و الفساد على أنه تقدم و حضارة،و تشبع فكر الأمة بنمط العيش البعيد كليا عن مناهج الدين الإسلامي،فأصبح المنكر 'عاديا'،و من يسلك الطريق السوي ينظر إليه الناس نظرة احتقار و تهكم.حسبي الله و نعم الوكيل. فلنراجع تربيتنا لأبنائنا،و لنتذكر أقوال الرسول صلى الله عليه و سلم في ما روي عنه من أحاديث : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
و الله أعلم.
|
0 comments:
Post a Comment