أســـامـــة حــمـامـــة

W E L C O M E

الشغب

Leave a Comment
قد يقول البعض أن ظاهرة الشغب التي تعيشها مؤسسات التعليم الإعدادي أو الثانوي هي في الحقيقة نتاج رغبة في الانتقام تعتري التلاميذ جراء ما تعرضوا له من عنف مدرسي خلال المرحلة الابتدائية، لكن إذا نظرنا للأمور بواقعية أكبر، بعيدا عن الانفعال العاطفي، سنجد أن استفحال الظاهرة يرجع لعدة أسباب، ويبقى أهمها حسب نظري هو ظروف التنشئة الاجتماعية، هنا يلقى جزء عظيم من المسؤولية على ثلة من الآباء والأمهات الذين استهتروا بتربية أبنائهم، يفرطون في تدليلهم ويمنحونهم حرية مطلقة في التصرف، بل تجدهم يشجعون الأبناء على العنف، ثم يتركون الشارع يتكفل بالباقي، ليصبح هذا الأخير خشبة مسرح أو بالأحرى مختبراً لتجريب ما تشبعوا به من ثقافة العنف، ولن تختلف لديهم قاعات المدرسة حينئذ عما ألفوا فعله خارجها.
هناك من سيتحدث عن العنف الذي يصل عبر وسائل الإعلام، أو عن الحالات التي ينعكس فيها العنف الأسري على نفسية الأطفال ليصبحوا ممارسين للعنف أيضا، أنا شخصيا أعتقد أن تلك حالات شاذة، فالذين يعيشون العنف الأسري كمعاينين (شهود) أو كمعنيين (ضحايا)، تجدهم غالبا يميلون للهدوء والانطواء، عكس الذين يعيشون في بيئة يكون العنف فيها قيمة مكتسبة تحت لواء التربية، دون التعرض المباشر لها.
لذلك، فقبل توجيه أصابع الاتهام لأستاذ يوبخ تلميذاً، فلنتذكر أن تصرفه هذا ربما هو آخر محاولة لتقويم جيل جديد طائش، اعتاد التسيب وافتعال الفوضى دون رقيب أو حسيب. ويمكن حسب ظني، إسقاط هذه النظرية على الشغب الجماهيري عموماً.
على كل حال، من الجيد أحيانا إعادة قراءة الصورة أو المشهد الذي يمر أمامنا، فقد تكون له تأويلات أخرى.

#فكرة_هامشية
Next PostNewer Post Previous PostOlder Post Home

0 comments:

Post a Comment

Featured
Videos