يتفق العديد من الخبراء النفسيين والمهتمين بعلم الاجتماع (إن لم أقل كلهم) على "التدرج في إعطاء الاهتمام والشغف" كقاعدة أساسية لبناء علاقة عاطفية ناجحة، فلا يجب على الطرفين (حسب رأيهم) إغراق بعضهم بالمشاعر منذ البداية، اتباعاً لمبدأ "easy come, easy go".
السيناريو يشبه كثيراً في نظري طريقة الري بالتنقيط Drip irrigation التي تستعمل لتوفير مخزون المياه وتحقيق المردودية المبتغاة، فلنفترض اذن أن "الحب" هو بذرة في أرض أحد الطرفين، ولكي تنمو وتصبح شجرة قوية يجب رعايتها وسقيها بعقلانية دون تفريط كي لا تجف وتموت، ودون إفراط كذلك كي لا تختنق جذورها فتذبل، وربما مفعول استراتيجية التقطير هذه يكون أقوى في حالة التربة الصالحة للزراعة، لكن ماذا لو كانت أرضاً جدباء قاحلة؟ أرضاً تعرضت للتصحر أو أصابتها قنبلة نووية جعلتها عقيمة؟ ألا يجدر بهذه الأرض (القلب) أن يغمرها سيل جارف ينعشها و يشفي ما لحقها من ضر؟ ألا تستحق طوفاناً يتغلغل داخل طبقاتها ويحييها من جديد؟ كذلك القلوب.
صحيح أن الكثير يفضلون اتباع "التقتير"، كي لا ينضب مخزون المياه (المشاعر)، وبالتالي تجنب الندم والحرقة الشديدة عند فشل استثمارهم في إنجاح العلاقة، والحفاظ على مخزون كاف لخوض تجربة أخرى. لكن هذا التصرف رغم ما ينم عنه من منطق وحكمة، يبقى أحياناُ جبناً وتخوفاً و مجرد تقنية دفاعية استباقية لحماية "القلب" من صدمة محتملة، وقد يكون (هذا التصرف) السبب الرئيسي في فشل العلاقة. لهذا، عندما يتعلق الأمر بالحب، لا ضير في أن يكون المرء مجازفاً Risk taker، إذا كان الشريك يستحق العناء (بطبيعة الحال)، بادر إذن لأن الحياة لا تنتظر.
0 comments:
Post a Comment