من المضحك، بل المحزن، كيف أحجمت الكثير من القنوات التلفزية العربية (رسمية وخاصة)، إن لم نقل كلها، عن التطرق لقضية الصحفي "خاشقجي"، خوفا من افتعال أزمة دبلوماسية قد تتسبب في توقف الاستثمارات والهبات المالية التي تقدمها كل من الإمارات والسعودية للبلدان التي تمثلها تلك القنوات، هذا إن لم تكن هذه المنابر الإعلامية أصلا شبه مملوكة من طرف إحدى دول الحصار. هنا تطفو إلى السطح أسئلة عديدة متعلقة بمدى مصداقية الإعلام العربي وتبعية خطه التحريري العمياء لمصادر التمويل أو السياسة الخارجية الضعيفة للبلد الأم.
من جهة أخرى، إعلامنا المغربي المحتشم ما كان أبدا ليصنع أي فارق حتى لو تناول الموضوع، فأغلب الظن أن تقوم مقدمة نشرة الظهيرة المتلعثمة بالتعريج على الخبر بعجالة في فقرة المتفرقات. ولا ننسى أن تاريخ المغرب ليس مشرفا في مجال حرية الصحافة، ولو كان قطاع الإعلام السمعي-البصري مستقلا فعلا ومتحررا من الهيمنة الداخلية بالأساس، لبادر بالحديث أولا عن معتقلي الرأي من المدونين والصحفيين القابعين خلف القضبان إلى يومنا هذا.
0 comments:
Post a Comment