أســـامـــة حــمـامـــة

W E L C O M E

هضر بالدارجة أخويا

Leave a Comment

أستغرب تعجب عديد "أصدقاء الفايسبوك الجدد" من استهلالي الحديث معهم مستخدما اللغة العربية، فثلة ترد التحية بجملة من قبيل "ههه هضر بالدارجة أخويا"، وأخرى تبادر للسؤال أولا عن جنسيتي، مفترضة أني من بلد عربي، وكأن المغرب ليس معنيا بالعروبة، وإذا كنت فعلا من بلد عربي، هل سيظلون في عجب من استعمالي العربية، مع العلم أن كل البلدان العربية لديها لهجاتها أيضا؟ ألن ينكروا على الشخص تبنيه العربية تاركا لهجته على الجانب؟ أم أن مقاربتهم تشمل فقط بني جلدتهم؟

الأغرب كون الأشخاص أنفسهم يتحمسون لمحاورة الأجنبي بلغته، لكنهم يعيبون عليك استخدام اللغة الواجب منطقيا توظيفها. أنا شخصيا موقن بلزوم حصر نطاق العامية أو الدارجة في الشارع والمخاطبات الشفهية العامة، ولا يجدر بها التسلل إلى باقي مناحي الحياة، لأن ذلك يؤذي اللغة الأم، التي تستوجب صيانتها الحفاظ على ممارستها بانتظام، وكيف يتأتى لنا ذلك إن أقصينا حتى الفضاء الإلكتروني منها؟ Every language needs practice


هم يحاربون العربية في كل مكان ... لست متعصبا للغة الضاد، وحتى لو كنت فقد حق لي ذلك ... لن تجد فرنسيا مثلا يجري مقابلة عمل بالعربية .... أو قناة إنجليزية رصينة تبث نشرة الأخبار بالعامية... لست ضد الانفتاح على اللغات، لكني أستاء بشدة عند السخرية من مستعمل لغة الأمة (ولغة البلد الرسمية) والتساؤل حول جنسيته، مع أن التساؤل نفسه لن يطرح إذا استعمل الشخص نفسه لغة أجنبية، لن يسألوه هل أنت فرنسي أو إسباني او إنجليزي؟ بل سيحاولون مواكبته ... يعرفون أنه مغربي يتحدث لغة غير العربية، لكنهم يعتبرونها مظهرا من مظاهر الرقي يستدعي بذلهم الجهد لمسايرته، بينما لا يدخرون جهدا في إنزال الناطق بالعربية إلى مستواهم...

في اعتقادي، من المشين إقصاء الآخر واستصغاره لمجرد أننا لا نستطيع مجاراته في استخدام لغة يلزم طبيعيا أن نكون ملمين بها قبل غيرنا ... والأفضل في جميع الأحوال، التعبير عن الرغبة في التحول الى لغة أخرى بشكل مؤدب وأنيق بدل التحاذق التافه.

Next PostNewer Post Previous PostOlder Post Home

0 comments:

Post a Comment

Featured
Videos