أســـامـــة حــمـامـــة

W E L C O M E

الأعراس المغربية

Leave a Comment


عندما أستحضر في ذهني بعض الصور من الأعراس المغربية، أتساءل أحيانا إن كانت العروس تشعر حقا بالسعادة في حفل زفافها، أم أنها تقنع نفسها، بشكل ما، بوجوب الشعور بالسعادة، لأن "حفل الزفاف" ذاك (حسب ظنها) حلم كل فتاة، ولا يحق لها أبدا أن تبدي امتعاضا من فكرة إقامته أو حتى تعترض على واحدة من تفاصيله، وإلا ستبدو غريبة الأطوار وسينظر إليها بعين الريبة من قبل المحيطين بها. 

هل تستمتع تلك المرأة فعلا بأيام من الاستعداد والتوتر تسبق ليلة الحفل؟ ثم ما معنى الدخول على الناس في كامل زينتها واستعراض نفسها أمامهم (عدة مرات)؟ هل هو تحقيق لرغبة دفينة في الmodeling؟ أو محاولة للتباهي وإثبات الذات من قبيل (انظروا إلي، لقد تزوجت، أنا عروس جميلة وحفلي مبهر، هكذا أبدو في كامل أناقتي، صوروني أرجوكم!) ثم ما القيمة المضافة المرجوة من الصعود في "العمارية"؟ التخلص من فوبيا المرتفعات مثلا؟ أو نيل شعور مؤقت بالرفعة والتكريم؟ لا أعرف حقا ماهية الأحاسيس التي تنتاب المرأة في حفل الزفاف، أخص هنا بالذكر العرس المغربي، لأنني أجده بكل فصوله وعاداته مناسبة تافهة، صحيح أنها تفيد في تحقيق شرط "الإعلان عن النكاح"، لكن حتى من يبتغي ذلك من منطلق ديني محض، سيكون قد خرق وأخل في الوقت ذاته بآلاف المقتضيات الشرعية الأخرى كعدم نشر الفتنة وتجنب الفواحش...، لأن "العرس المغربي التقليدي" في نسخته "الشعبية" الأكثر رواجا، والمفضلة لدى الكثيرين، يعتبر بيئة خصبة وفرصة سانحة لشتى الممارسات الغير جائزة دينيا، بدءا بتلك العروس التي تعرض نفسها أمام الجميع، مرورا بالرقص والأغاني التي تحتوي كلمات تحض على الغواية أو الشرك، كالتبرك بالأولياء وغيرها من الأمور.

الكثير من تلك التقاليد والطقوس إن لم أقل كلها، لا تمت لتعاليم الإسلام بصلة، حتى الصلاة على النبي التي تقوم بها النكافات في كل مرة تلج العروس القاعة أو تخرج منها، هي مجرد بدعة وهرطقة، كيف ستصلي على النبي المصطفى استقبالا لامرأة ستتبختر أمام الغرباء في أجواء مليئة بالشبهات؟ ألم نؤمر بتجنب الشبهات... تخربيق وصافي.

"خاصني النكافة، أندير 7 ديال اللبسات، بغيت عمارية بالسقف، بغيت هديك القاعة الكبيرة، أنعرض على صحاباتي في الخدمة، كتعرفي شي مصور مزيان؟، أجي واش نصبغ شعري، نقول لسميرة دّير لايف ففايسبوك؟، ... " تبا لسخافتكم.

كفانا ضحكا على أنفسنا وارتكابا للآثام باسم الدين، فلنصارح أنفسنا ولنتفقه قليلا. الطريقة التي تجرى بها أغلب "الأعراس المغربية" تتنافى جملة وتفصيلا مع الوصايا الدينية، ومن يروم "الزواج على سنة الله ورسوله"، فحري بحفل زفافه أن ينظم على منهاجه عز وجل أيضا.
المهم، ديرو للي بغيتو، جيبو كاع مايا لعرسكم. أنا غير داوي ههه


Next PostNewer Post Previous PostOlder Post Home

0 comments:

Post a Comment

Featured
Videos