سأحاول تلخيص أهم ما جاء في خطبة الجمعة اليوم بطريقتي.
من تعلم لغة قوم أمن مكرهم،و نهل من علمهم،بل قد يهدي الله بعضهم على يديه،و لا ننسى إمكانية التعاون معهم بما يخدم مصالح المسلمين (معارف طبية،تدريس،منتوجات،فرص شغل،الخ)،و ليس ما يضر المسلمين و ينشر الفاحشة بينهم (خمر،سجائر،حانات و ملاهي ليلية،مهرجانات فاجرة،الخ).
بيت القصيد ألا يتعصب المرء كثيرا للغة الضاد،فليرتشف بعض رحيق الفرنسية،و ليقطف أزهارا من بستان الإنجليزية،و تحصيل ما تيسر من الإسبانية و الألمانية لن يزيده إلا نفعا.
فتعلم،و اقرأ،لكن.لا تفرط في لغتك الأم.
لكن ما ينساه المرء في سعيه وراء التعلم و الإلمام بشتى المدارك،أن هناك آخرة يجب أن يعمل لها كذلك،فلا يجعلن بحول الله الدنيا أكبر همه و لا مبلغ علمه،لأن الغرب و الكفار عامة و إن تجاوزونا في التقدم العلمي بأشواط كبيرة،فلأنهم حريصون على الدنيا و زينتها،فمبدأهم أن يستمتعوا بالحياة و رفاهيتها،فتجدهم يخترعون ما يسهل حياة الإنسان و يجعله يقضي فيها أحلى الأوقات،دون مبالاة بالآخرة،لأن على حد قولهم، لا يوجد يوم بعث،و ذهب الكثير إلى تصديق أنهم ذاهبون للجنة لأن أوزارهم سيحملها نبيهم.
و هذا للأسف ما أصبح يؤمن به نسبيا بعض الذين يحملون اسم 'المسلمين'،يقول لك: الإيمان في القلب.
صحيح أنه في القلب،لكن يجب أن يترجم لأعمال و أفعال،و إذا كان الإيمان القلبي و حسن النية كافيان من أجل إثبات محبة الله و رسوله و دخول الجنة،فالأحرى بنا أيضا عدم العمل لجني المال،لأن نيتنا بالعمل تغنينا عن ذلك،و عدم الذهب مثلا للسفر أو زيارة الأقارب،لأن نيتنا بذلك خالصة و تطبيقها غير ضروري.
صحيح أننا ندخل الجنة برحمة الله،لكن يجب فعل ما يستوجب نيل و استحقاق رحمته،أي اعقلها و توكل،ماشي خليها مطلوقة و قول إن شاء الله ماغاديش تهرب.يجب الأخذ بالأسباب،و حذار من التسويف.
هذا و تجد كثيرا من العباد انساقوا وراء متاع الحياة الدنيا،فهمه الشاغل الارتقاء في سلالم التوظيف،و قضاء العطلة في تلك المدينة،و شراء تلك السيارة،الخ ناسيا أن الهدف من خلقه ليس التفرغ للحياة الفانية،و إنما التفرغ لعبادة الله،مع عدم إغفال نصيب من الدنيا لأن فيها معاشه،فيها يحيا،وتحت الأرض يدفن.ثم يبعث من جديد ليحاسب على كل صغيرة و كبيرة.
قال عز وجل: "و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون"
ماشي يعبدو الدنيا،ويعبدو رمضان....
نسأل الله الهداية،و مغفرة الذنوب،و توبة نصوحا قبل الممات،و أن يجعل آخر كلامنا شهادة ألا إله إلا هو و أن محمدا عبده و رسوله.
آمين يا رب.
أسامة حمامة
0 comments:
Post a Comment