شذرات من الجمعة:
خطبة الجمعة اليوم جاءت أسطرها في تفسير الحديث النبوي الشريف : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ , وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ , وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ , وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ : " الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامةِ "
و رغم أن قوله صلى الله عليه وسلم واضح جلي، إلا أنه يحمل في طياته أيضاً دلالات عميقة تصف العالم الذي نعيش فيه، حيث كثرت الفتن والبدع، صدقت فيه الإشاعات والخدع، بينما أهملت الحقائق و ثوابت التقوى و الورع. فأي عالم هذا؟
و لعلني أجد ما أقول في الجزء الأخير من الحديث الشريف أكثر من غيره، فقد أصبحت وسائل الإعلام التقليدية و الشبكات الاجتماعية منابر و معابر لترويج الأفكار التي لا تمت للدين الإسلامي بصلة، فتاوى عشوائية، و تحليل للمحرمات ... و تجد أتفه الناس وأغباهم يتحدثون باسم الدين، فيقول أحدهم بجواز شرب الخمر، و أخرى بضرورة اتباع الموضة و العري و العهر، و رجل قرأ كتاباُ أو كتابين و جاء يفتي في أمور الناس بما يرضي أهواءهم، فالربا عنده حلال و الرشوة صواب بلا جدال، و الأمثلة كثيرة يكاد تعدادها يكون من المحال.
على كل حال، يجب ألا نخجل من السؤال عن أمور دينية حولها جدال، فلا نأخذ بأول شيء يقال من فاه مذيع محتال أو رجل على التلفاز ارتدى جلباباُ و جاء يختال، الرجوع لكتاب الله وحديث نبيه يحسم أمورنا و كفى الله المؤمنين القتال.
و الله أعلم.
0 comments:
Post a Comment