أســـامـــة حــمـامـــة

W E L C O M E

نكران

Leave a Comment
المشكل الذي يتخبط فيه كثير من أفراد المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج، والذي أعتبره شخصيا سببا رئيسيا في ظهور مشاكل أخرى، هو النكران والمعروف بالـ denial .

ينكر الشخص حقيقته وطبيعة وضعه الاجتماعي والفكري والجسدي، فيحاول جاهدا لوم الآخرين على معاناتاه، ويفضل الهروب من مشاكله وتناسيها عوض مواجهتها، يعيش في قوقعة من النوستالجيا وتقيده أفكار ثابتة يتشبث بها آملا أن يسهم ذلك في رفع تقديره لذاته، يبذل الغالي والنفيس لمواراة عيوبه ونواقصه بلبس أقنعة تحميه من الانتقاد وكشف كيانه الضعيف، يفني وقته في تحميل المحيط مسؤولية عجزه ولا يتردد في إحباط الآخرين وإقناعهم بحتمية الفشل فقط لأنه لم يستطع النجاح.

هذا النوع من النكران هو المفضي إلى تخلف العديد من الناس، أبوْا التصالح مع ذواتهم والاعتراف بشوائبهم كي يستطيعوا المضي قدما، تبنوا فكرة أنهم الأرقى والأفضل وهم عاكفون على نفس التصور منذ أمد بعيد، أهملوا أن العالم يتطور وأن ما يتباهون به ليس إلا بكاء على الأطلال، أطلال من حضارة كان يشهد لها يوما بالسبق والتقدم، لكن ماذا فُعل ليستمر هذا النماء؟ جاءت شعوب أخرى وبنت على تلك القواعد حضارات أكثر إنتاجية وأسست لفكر حداثي معاصر يؤمن بضرورة تجديد لا يتوقف.

يقولون نحن اكتشفنا هذا واخترعنا ذاك، ونحن أول من جاء بتلك ومهد لذلك، نحن أحسن وأبدع وأبهى ... نعم، أنتم (بالأحرى أسلافكم) كانوا الأوائل في مضى، نقر بذلك، لكن ماذا فعلتم لتطوير ما صنعوه يوما؟ لا شيء، اكتفيتم برميه في الأرشيف، و التعصب لمبدأ أنكم الأصل كلما وضعت مقارنة بينكم وبين دول فاتتكم بأشواط في الازدهار العلمي والثقافي والاقتصادي والتربوي. لماذا التزمت؟ لماذا لا نعترف بسقوطنا؟ سقطت الأندلس وسقطت الإمبراطورية العثمانية وسقطت حضارات أخرى، لكنها جردت مكامن الخلل ونهضت بعد الانتكاسة أشد وأقوى وأفلح ... إنها مسألة إرادة وعزيمة تبدأ من قبول الواقع لمعرفة إرهاصاته دون الخضوع له والدخول في سبات عميق، بل الاجتهاد في تغييره حتى يستقيم، والله المستعان.

خلاها واحد الصديق: حضاش لعام من "خواطر" مقضات فينا والو، الناس كيديرو العجب في شهر واحد بس.

Next PostNewer Post Previous PostOlder Post Home

0 comments:

Post a Comment

Featured
Videos