يمكن لأي برنامج ترفيهي سخيف أن يصبح تثقيفياً دون فقدان ميزة الترفيه بمجرد تغيير مقاربته للموضوع المطروح وتعديل زاوية معالجة المحتوى الذي يقدمه، سأضرب لكم المثل ببرنامج Top 20 الذي كان يعرض على Medi1 TV، فكرة البرنامج كانت عرض مقاطع فيديو "مضحكة" لأشخاص في مواقف محرجة وأحيانا صعبة، يرافق عرض المقاطع تعليق صوتي ساخر، بينما يتكلف المنشط بالتمهيد للمقاطع حسب الترتيب. الغرض الأول والأخير من البرنامج هو الاستهزاء بالناس والضحك دون فائدة مرجوة.
إذا انتقلنا إلى قناة Nat Geo، نجد برنامج "علم البسطاء" أو Science for dummies الذي يتبنى نفس فكرة التقديم لكن بمقاربة مختلفة، فهو بالفعل يعرض مشاهد فيديو مضحكة، لكنه لا يكتفي بذلك، بل يقوم بالتحليل العلمي لما يقع في الفيديو بطريقة جميلة تجمع بين التعليق المفهوم والجرافيكس على الشاشة، يخبرك أن هذا المتزلج سقط لأنه انحرف عن مساره بزاوية قياسها كذا، أو لأنه لم يوازن جسده جيدا خلال انعطافه، ثم يعطيك نصائح لتجنب حصول نفس الشيء، بل يريك مقاطع لأشخاص نفذوا نفس الحركة بنجاح. هكذا يتحول المضمون إلى خانة الإفادة فقط بتبديل صياغته، ما يكسب البرنامج و مستضيفه أيضاً استحسان المشاهدين واحترامهم.
في نفس السياق، نجد أن أغلب برامج الكاميرا الخفية في القنوات العربية تبحث عن ردة فعل الناس المثيرة للضحك والطرافة كـ "حماقا" و "رامز ..." و " ميني داعش"إلخ، بينما برنامج كـ "الصدمة" يعتمد الكاميرا الخفية وردة فعل الناس ازاء موقف مستقى من الواقع، من أجل تحقيق تغيير إيجابي وتوعية الناس بما هم عنه غافلون، موظفاً فكرة التجربة الاجتماعية المسجلة، ورغم كونها مستهلكة في الدول الغربية، إلا أن وطننا العربي تندر فيه هذه النوعية من البرامج.
0 comments:
Post a Comment