على خلفية تدابير احتواء فيروس كورونا، قد يتساءل البعض اليوم عن سبب استدعاء بعض الدول لقوات الجيش من أجل فرض الحجر الصحي، الجواب البديهي هو كون الجيوش مؤهلة أكثر من المؤسسات المدنية في جانب التعامل الميداني مع حالات الكوارث الطبيعية والتهديدات الوبائية، لأن لديها القدرة مثلا على ضمان التزام المواطنين بتدابير حظر التجوال، فضلا عن دعمها لقطاع الصحة، من خلال نصب المستشفيات الميدانية في فترة وجيزة، وغيرها من التدخلات الفعالة...
من جهة أخرى، إذا قاربنا الموضوع من الناحية النفسية، يمكن أن نجزم باستجابة أسرع للقوانين من قبل المواطن، لدى رؤية عناصر الجيش والآليات العسكرية تجوب الشوارع، فهذا المشهد غير المألوف في الظروف العادية، سيثير عنده شعورا تلقائيا بأجواء الحرب ووجود خطر محدق، لهذا يصير الجيش أحق بتطبيق حالة الطوارئ من باقي أجهزة الأمن المدنية كالشرطة مثلا، صورة هذه الأخيرة في لاوعي عديد الأفراد، تكون أحيانا لصيقة بفكرة الظلم والفساد، ما قد يشكل لهم حافزا للعصيان والتمرد ضد التعليمات الموصى بها. أما الجنود، فهم غالبا ذوو سمعة طيبة جدا عند الناس؛ نظرا لاقترانهم بالبطولة والشجاعة وحماية الوطن في الذاكرة الجماعية للشعوب.
0 comments:
Post a Comment