مثل شعبي مغربي ذائع الصيت،لكني أجد فيه الكثير من المغالطات.
لا أعرف أصل هذا المثل و لا من جاء به،لكن ما أعرفه هو التحليل المنطقي لفحواه.
أولا،العسل فيه غذاء و دواء،اقترن باللذة و الهناء،بينما القطران،ريحه لا يتحمله انسان،و ذكر وعيدا في القرآن.
فلا تصح المقارنة هنا بين شيئين مختلفين جدا،لأن ذلك يخرج الكلام عن نسقه،و لو قيل "عسل بلادي،أولا عسل البلدان" لكان أفضل،لأننا هنا نقارن بين نوعين من العسل،فترى الشخص يفضل عسل بلده و لو كان مرا قليلا على عسل بلدان أخرى و لو كانت أزكى و ألذ.فهو عسل في جميع الأحوال.أما القطران فقد يقطع أمعاء شاربه.
على العموم،كيف للعاقل أن يترك العسل،و يكتفي بالقطران؟ و إن كان العسل في بلاد أخرى،فلا حرج في ابتغائه،ألم يأمرنا الله أن نسير في الأرض بحثا عن الرزق،لما نحصر أنفسنا في رقعة جغرافية ضيقة؟
المصيبة أن الذي غلب على أمره و اضطر لأخذ القطران (هذا إن وجده أصلا)،كان بالمستطاع أن يذوق العسل،لأنه ليس بمنعدم،لكن فئات احتكرته،و جعلته في أيديها،فتركت الناس خبط عشواء في القطران.
هذه الفئات قد تدعك تشاهد العسل من بعيد،لكن أغلبها ترسل العسل للخارج ليحفظ و تعلو قيمته،فعندما تذهب إلى هناك و تذوق العسل،فاعلم أنه ربما نفس العسل الذي حرمت منه في بلادك.
أصلا العسل الحر كياكلو غير للي عندو لفلوس ههه
فلماذا نربط أنفسنا بمثل سخيف يقتل الطموح و ينظر للقنوط و اليأس،فلنطلب العسل أينما كان.
و أنا شخصيا سأقول : "عسل البلدان،أو لا قطران بلادي"
0 comments:
Post a Comment