لا تبتئسن إذا أعرض الناس عن نصح قدمته لهم أو سخروا منك، لا يكونن في قلبك ضغينة لانتقادهم واحتقارهم لما تقول، فردة الفعل تلك قديمة قدم الديانات، الأقوام السابقة واجهت الرسل الذين بعثوا فيهم بالتكذيب والأذية إلى حدود القتل أحيانا، فقط لأن الرسل والأنبياء جاؤوا بما لا تهوى أنفس الناس، فما كان منهم إلا أن جحدوا بآيات الله فهم لها متجاهلون رافضون، حتى لو علموا في قرارة أنفسهم أنها الحق من ربهم.
الدعوة إلى الله ورسوله والصائب من الأمور فريضة على كل مسلم، مهما كانت قوة عقيدته ودرجة إيمانه، والآيات في هذا الصدد كثيرة، ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية.
فليكن الإنسان متأنياً لبقاً ولا يسارع إلى مهاجمة كل ما يصل مسامعه أو تقرؤه عيناه من مواعظ دينية، فقط لأنه تربى على عكس ذلك وفرضت عليه سلطة المجتمع أن ما نهي عنه أمر جائز حلال، أو كما نقول "عادي"، لا يصبح الشيء حلالا فقط لأن فئة كثيرة استحلته، فالأفضل أن تكون الوحيد المدرك للحق على أن تكون تبعا لقطيع مخطئ يجري صوب الهاوية.
لا تجعل لحظة معرفتك بضلالك يوم تكون في ضيق أو حاجة أو يوم يأتيك الموت فتصبح مثل فرعون الذي تجبر وعصى حتى إذا أحيط به أراد أن يتوب ويؤمن.
0 comments:
Post a Comment