أســـامـــة حــمـامـــة

W E L C O M E

زوّق تبيع

Leave a Comment
يقول مثل شعبي شهير "زوّق تبيع"، وفي عالمنا الرأسمالي القذر ومجتمعنا السطحي الذي تحكمه المظاهر بامتياز، يبقى الهندام ذلك "الغلاف الخارجي" الذي تقابل به -أنت أيها الإنسان الأناني المتعجرف- الناس في محيطك وتبيعهم عن طريقه صورة مشرقة لك، قد تكون في الواقع مختلفة تماما عمّا أنت عليه حقا -أيها الوغد الانتهازي الحقير عديم الأخلاق-.
ثم إن اهتمام الأفراد باللباس تفاقَم ليأخذ منحى سلبيا جدا من خلال العناية المبالغ فيها ليس فقط بتفاصيل وتناسق ما يرتدونه من قطع الثوب، بل بتبذيرهم الكثير من المال على شراء الماركات الأصلية الغالية بحثا عن إحساس زائف بالرقي و"الفخامة" (وليس بالضرورة عن الراحة أو الجودة)، وأملا في جذب الانتباه عندما يفشلون في فعل ذلك بشخصياتهم الرخوة المبتذلة التافهة، يشترون تلك الألبسة والأكسسوارات باهضة الثمن كي يقال عنهم مسايرون للموضة، حتى أن العديد منهم يستمد تقديره للذات من إدراك القيمة المادية لما يضع فوق بدنه من ثياب، وإن كان ما يرتديه قبيحا للغاية من الناحية البصرية، فالمهم عند هؤلاء تعويض الشعور بالنقص النفسي/المعرفي الحاد من خلال الإقبال المهول على الماديات.
وتجد أحيانا أن على عاتق العديد منهم التزامات مادية عالقة واحتياجات أساسية متنوعة لم يقوموا قط بتغطيتها، بل انصرفوا عنها إلى الكماليات والأمور الثانوية، ليحق عليهم المثلان القائلان: "ألمزوق من برا أش خبارك من الداخل" و "أش خاصك ألعريان، الخاتم أمولاي"، غير أن العري هاهُنا من نوع أخلاقي محض.
Next PostNewer Post Previous PostOlder Post Home

0 comments:

Post a Comment

Featured
Videos